رسائل..
} إلى الرئيس “حسني مبارك”: حقاً مصائب قوم عند آخرين فوائد.. والأيام بين الناس دول.. من سره زمن ساءته أزمان.. وقديماً قال “الشافعي” في حكمه وشعره وأدبه: (إذا أقبلت الدنيا على امرئ أعارته محاسن غيره.. وإن هي أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه).. شكراً للمؤامرة التي جعلت الخائن بطلاً والضحية مجرماً!!
} إلى “علي جاويش” المراقب العام لتنظيم (الإخوان) في السودان: هل أدركت الآن أن “الترابي” كان صائباً في مواقفه حينما تخلى عن التنظيم الدولي للإخوان باكراً؟! المؤامرة الآن ليست على التنظيم الدولي، ولكنها على التيارات الإسلامية الحركية.. وهي مؤامرة لصالح السلفيين مؤقتاً، ريثما يقضي الأسد على الفريسة الشرسة، ويقبل على القطة الوديعة..
} إلى “عبد الله دينق نيال” وزير البيئة في دولة الجنوب: لماذا لا تبرر لعشاقك وأحبابك ومعجبيك في (السودانين) الشمالي والجنوبي، تبديل وزارتك من (الكهرباء والسدود) إلى (البيئة والتنمية العمرانية)؟! هل اكتشف “سلفاكير” أن ابن “بور” خريج الأزهر لا المعهد الفني!! أم كانت وراء التبديل أسباب مسكوت عنها؟!
} إلى الشاعرة “روضة الحاج”: لماذا نيران حزن عميقة تتسلل من وراء كلماتك حينما ترسل الشمس كل يوم خيوط فجرها؟! بعض من فيض إحساسك النبيل بالأدباء يعيد لذاكرتنا الصوت الغائب للأبد “ليلى المغربي” حينما كانت تجمل صباحات أم درمان بحلو الكلام وجميل اللغة وعمق الفكرة. “روضة”.. كثيرون ينتظرون صباحات الشروق..
} إلى “علي كرتي” وزير الخارجية: هل شعرت يوماً بأن السودان يعيش حالياً عزلة إقليمية ودولية لأسباب يبدو يسيراً تجاوزها وعسيراً الاعتراف بها؟! ولماذا لم يبد القادة العرب والملوك أحساساً بفجيعة آثار الفيضان، ووجدنا الأقرب إلينا “سلفايكر” وحاكم اثيوبيا الجديد ولم نجد كثيرين من أصدقاء الغفلة؟!
} إلى “الطاهر حسن التوم”: لا تجعل (حتى تكتمل الصورة) صامتاً يجمل القبح الذي ساد ساحتنا لثقافية والفكرية والسياسية.. انهض لساحات لا خلاف ولا جدال حولها، ولا تذعن لرغبات بعض (القاعدين) والمقعدين لغيرهم.. الأمل فيك لا يخيب، ولكن متى تعيد الصورة لبرنامج آثار الدنيا وشغل الناس لفترات ليست بالقصيرة!!
} إلى “البشير سهل جمعة” المدير العام لهيئة المصنفات الأدبية: هل قرأت تبرير الأديب “عبد العزيز بركة ساكن” لأسباب رفض السلطة، التي تمثلها أنت، وصول مطبوعاته للمكتبات؟! قال الرجل إن كتاباته يعتقد البعض أنها تسيء لمشروعاتهم، ولكنه يزعم الانحياز لمشروع إنساني غير بعيد عن طبقات من الشعب هو منها.. قال إنهم المنسيون في الزمان والمكان والفقراء والمرضى و(الشحادون) وصانعات (….) والمشردون والجنقو والعمال الموسميون والكتاب الفقراء والطلبة المشاكسون.. هذا الرجل يستحق أن يصغي إليه.. حاوره كمفكر ومثقف بعيداً عن الوظيفة.. يجب أن لا يخسر السودان “عبد العزيز بركة ساكن” ولا يجعله يهيم في أودية أخرى.
} إلى د. “الباقر عفيف”: وجوه خلف الحرب ووجوه وراء السلام.. ورجال أرهقهم طول المسير.. ونساء سقطت في لجة الرهق.. أين أنت؟! الغربة لا تليق بك والصمت جزء من الهروب من أمام المشكلة.. شكراً لك وأنت تحفر عميقاً في تربة النزاعات والهوية في السودان.