في جسد الذكرى شرخ!!
أنا الآن لست سوى أشلاء محطمة، أخشى انبثاق الضوء من بين الظلام كما أخاف انفلات الغيث من كف السحاب!!
يا من غادرت دنيانا حين حاجة وتركتنا في فك الحزن القاتل.. إليك أكتب والمسافات تكفر بالتوحد تماماً..
إليك أكتب والقدر يمد لسانه مشاكسة كلما احتجت إليك حاجة أخت صغيرة لأختها الكبرى!!
احتاجك أنا الآن أكثر من حاجتي للتنفس..
آلاف الرئات تمدني بالأوكسجين وسبع من اللائي خلفك عجزن تماماً عن ملء مكانتك الشاغرة..
أختاه:
هذه الضوضاء التي تكبل أذني حطمتني تماماً..
أشتاقك ملء حاجة الشوق في جسد طفلة صغيرة تركتها وأنت تدركين تماماً أنها تحتاجك جداً!!
فارغ هو هذا المنزل الذي بات أشلاء طين، فارغة أزقته وغرفه التي تحتاجك أكثر منا.. خزانات الملابس التي اعتادت لمسة يديك احتجّت على غيابك فربتُّ على كتفيها بكتابة تاريخ رحيلك على كل جزء منها..
أختاه:
تلكم الطفلة الصغيرة التي أودعتها أمي كبرت وازدادت جمالاً وهي تأخذ ملامحك الفاتنة كلما مضت عليها السنين..
ها هي الآن عروس تجتمع عند منزلنا بها مئات النساء.. وأنا أحتاجك أكثر منها بآلاف المرات..
هي أخذت منك النضج والوعي، وأنا لم آخذ منك سوى الالتياع!!
أختاه:
يمضي بنا العمر ونحن ندرك أن لك شرخاً في جسد الذكريات لن يشفى منه القلب..
تسع من السنين تمضي ولا زال أبي ينادي باسمك كلما أراد أن ينادي واحدة منا!! أنا لم أعد تلكم الفتاة الصغيرة التي تستشيرك دائماً في أي المواد يجب أن تركز عليها في امتحاناتها الثانوية، أو أي الألوان يجب أن تشتري حينما يأتي العيد، أو بأي يوم تغادر (الحلة) نحو الخرطوم لتعاود الدراسة.. أنا الآن احتاجك لأمور أكبر وأعظم وأعمق، الله وحده يعلم تأثيرها عليّ..
شاغرة كل المساحات التي امتلأت بك زمناً، ورخيصة كل بضاعة شوق لا تقدر قيمتك الأبدية..
يا فاطمة..
سمّوك على بت النبي الكلَّ الرسالات خاتمة
سمّوك نجاة الروح من النار والجحيم ومن العمى
وخليتي روحي تضج وحيح والناس قلوبا ميتمة..
طيب وكت عارفة الرحيل جاييك خبارك ماشة ساي!!
وسامّاني يعني على صديقتك ليه.. وربيتيني زي ما تدوري..
واستقبلت ريدتك في دماي..
جابراني لي شن أغني ما دام هسي ما واصلك غناي..
أرجيني ولاّ أمرقي من وش القمر
ما تشاغلي عيني كل ما ضوك لمع فوق السما..
ويا فاطمة..