أخبار

الصفحة الأولى!!

{ أطلق والي جنوب كردفان ثماني عشرة من النساء المعتقلات في المحابس لأسباب سياسية، وتبع ذلك بقرار آخر أفرج بموجبه عن (66) معتقلاً في قضايا أمنية وسياسية من عناصر تتبع للحركة الشعبية أو متهمة بالتعاون مع الحركة الشعبية. ووجدت تلك الخطوات دعماً سياسياً من أبناء الولاية خاصة أبناء النوبة المتعاطفين مع المعتقلين بقدر.. والرافضين لسجن النساء واعتقالهن بصفة خاصة.. وأصدر الوالي المهندس “آدم الفكي” قراراً بإعادة الموظفين المفصولين من الخدمة العامة بسبب انتمائهم للحركة الشعبية منذ تمرد “عبد العزيز الحلو” في 6/6/2011م، المعروف بيوم (الكتمة)، وصدرت من الوالي تصريحات (فهمت) في سياق أن مرحلة جديدة تطل الآن ملامحها على المشهد العام.. فالسيد الوالي في مخاطبته لاحتفالية أقامها البروفيسور “كبشور كوكو فمييل” القيادي في الحركة الإسلامية (الخاصة بجبال النوبة) قال إن التفاوض هو الحل الوحيد لمشكلة المنطقة، وانتقد بشدة منهج مراقبة المحادثات الهاتفية بين مواطني جنوب كردفان، معتبراً (التصنت) على الهواتف خطأً كبيراً وأنه شخصياً اعترض عليه في لقاءاته بمسؤولين في الدولة وأجهزتها، وقال إنه تحدث بعد تعيينه مع اثنين من قيادات الحركة الشعبية من حاملي السلاح وهما “حمدين إبراهيم” ووزير المالية السابق “رمضان حسن”، وهو الرجل الثاني في الحركة بعد “عبد العزيز الحلو” والمرشح لخلافته، وتساءل “الفكي”: هل الوالي يعتبر مجرماً ومتهماً يلقى به في السجن؟
{ تلك شذرات من حزمة مواقف أعلنها الوالي لقيادات حزبه ومواطني ولايته، الشيء الذي حببه للناس وقربه لعدد كبير من القيادات الرافضة أو المتحفظة على سياسات سابقة! وفتحت تلك المواقف أبواب الأمل لحقبة جديدة.. فهل مواقف الوالي “آدم الفكي” وتصريحاته وقراراته التي اتخذها تعبر عن مرحلة جديدة وسياسات جديدة للحكومة الاتحادية متفق عليها؟ أم هي اجتهادات ورؤية خاصة بالوالي آثر التعبير عنها جهراً في انتظار ردة فعل المركز.. إما المضي قدماً في تلك السياسات أو كبح جماحها وتقديم الوصفة المركزية القديمة التي يعتقد المركز أنها الأنجع لمجابهة الحرب وأثارها في المنطقة؟!
{ حتى تستبين ملامح المرحلة المقبلة بقي القول أن “أحمد هارون” الذي غادر جنوب كردفان بقرار مركزي كان أكثر قناعة بالسلام والتفاوض والحوار، حتى اتهم عند البعض (بمولاة التمرد)، وبدا أكثر رغبة في التفاوض حتى باغتته السياسات المركزية الرافضة للتفاوض مع قطاع الشمال.. فهل ما ظل يردده “هارون” في السابق بين جدران الغرف المغلقة وبين يدي صناع القرار في المركز وجد الاستجابة الآن؟! أم ثمة أشياء مسكوت عنها في ملف التفاوض والحوار والعلاقة مع دولة الجنوب التي يظن البعض بتقدير موقف خاطئ أنها في حال استوائها على جادة المصالح، فإنها – دولة الجنوب – (ستلفظ) متمردي قطاع الشمال والجبهة الثورية وتبعدهم عن أرضها وتجردهم من سلاح أمدتهم به بالأمس.. ليصبح القطاع والجبهة لقمة سائغة، وحينها لا حاجة لمفاوضات ولا استيعاب سياسي ولا إدماج وتسريح للمقاتلين؟
{ تلك أمانٍ لا وجود لها في أرض الواقع.. لأن القضايا السياسية لا تموت فقط برياح التغيرات. ومع جهود تحسين العلاقات مع دولة الجنوب.. ليت ما صدر عن والي جنوب كردفان من مواقف وقرارات أضحى سياسات عامة متفقاً عليها حتى تجف الدموع وتكف النساء عن النحيب في منطقة من حقها أن تستقر وتزدهر وتعيش مثلها وبقية أخواتها من ولايات ما تبقى من السودان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية