أخبار

"نافع" قال!!

} في حقبة التسعينيات كان أدعياء الوصل بالقيادة العليا في الدولة يمارسون الغش والخداع والإرهاب والتخويف والتزوير باسم الشيخ “حسن الترابي”. يتسلل هؤلاء لمكاتب التنفيذيين في الدولة ويهمسون بأن “الشيخ” قال.. والشيخ أشار لتعيين فلان.. وهذه توجيهات إخوانكم في القيادة والتنظيم!! وذبحت أعناق بريئة وتمت تصفية حسابات باسم “الترابي” والمجلس الأربعيني لقيادة الثورة المزعوم وأعضاء الظل العاكفين داخل أجهزة الحزب والتنظيم.. وكل ذلك ما هو إلا ضرب من الاحتيال (والبلبصة) على قول “مالك عقار” الذي كان يردد مفردة (بلبصة) كثيراً، مثلما يردد د. “نافع” مفردة (لحس الكوع) حتى تخلى عنها أخيراً.. وذهب “عقار” لسبيله متمرداً..
} إذا كان “الترابي” يمثل بالأمس (بعبعاً) للبعض.. بسيوفه تقطع الأعناق وبلسانه تذهب الوظائف.. فإن الأدعياء و(البلباصين) من سدنة التنظيم والذين يعيشون تحت عباءته بلا مواهب أو عطاء، لا يزالون في جهالتهم القديمة. يرهبون بعض القيادات والولاة باسم الدكتور “نافع علي نافع”.. و”نافع” المسكين آخر من يعلم. يدعون وصلاً بالرئيس و”البشير” منهم براء.. يتقمصون رداء الإصلاح ويهدمون من الداخل!!
} ولنضرب الأمثال حتى لا نرسل القول بلا دليل ونظلم أبرياء مما اقترفته ألسن البعض. انعقدت هذا الأسبوع شورى المؤتمر الوطني بولاية غرب كردفان الوليدة لاستكمال هياكل الحزب تمهيداً لبناء هيكل الدولة.. وكان خيار القيادة السياسية في المركز تكليف الجنرال “أحمد خميس” لخبرته كقائد عسكري وتجربته التنفيذية نائباً للوالي في جنوب كردفان أمتحن ونجح.. واختبر في ذمته فأثبت نزاهة ونظافة يد.. واتفق على اختباره والياً على الولاية العائدة بعيداً عن ثنائية (حمر ومسيرية)، فوجد دعماً شعبياً وإسناداً من رموز المسيرية والحمر على السواء.. لكن سماسرة السياسة ومحترفي ألاعيبها (اجتمعوا) وقرروا و(قدروا) فرض وصايتهم وتسكين أنفسهم ومريديهم في المواقع التي يتوقون إليها.. أعدوا كشفاً بأسماء قيادات لتولي المواقع القيادية في التنظيم.. وبمهارة (ترزية) الليل حددوا من هو رئيس مجلس الشورى ونائبه ومقرر الشورى، واختاروا نائب رئيس المؤتمر الوطني ونائب الوالي ووزير المالية والزراعة والتربية والتعليم والصحة ومعتمدي المحليات.. على مقاس الجماعة ووفق أهوائهم.. ظناً منهم أن الجنرال “أحمد خميس” سيرتعد بمجرد ذكر أن هذه القائمة أتفق عليها قادة الحزب بالخرطوم، وأنها توجيهات د. “نافع” وما عليه إلا البصمة والشكر وإغداق الهدايا والولائم على الجماعة المتنفذة التي أسدت إليه خدمة (توصيل) التوجيهات.. لكن بهت كبيرهم وصغيرهم والجنرال “أحمد خميس” يشكرهم على سعيهم واجتهادهم، ولكنه يرفض أن تملى عليه القرارات. وقال بصرامة القائد العسكري والسياسي القدير: سنعقد الشورى وهي من تختار رئيسها وفق ما تمليه عليها قناعاتها، وأنا من يقترح تشكيل الحكومة على المكتب القيادي للحزب في الفولة، وحال موافقته عليها سأعلن حكومتي، وقد فوضني الرئيس ومنحني د. “نافع” الثقة (فتفضلوا) مشكورين لحضور شورى غرب كردفان!!
} هكذا قطع “أحمد خميس” الطريق أمام الأدعياء و(البلباصين)، ووجد السند من قاعدة الحزب التي اختارت رئيس الشورى “محمد عبد الرحمن”، و”عادل دلدوم الختيم” نائباً، و”مسلم مصطفى ختم” مقرراً، وتبددت ترشيحات “فائز عباس” وجماعته في الهواء، وعادوا للخرطوم وفي النفس شيء.. والفم ملح ملح!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية