"الخضر" .. حديث ناقص و(مطاط)!!
{ حسناً.. دعونا نتجول قليلاً بين (الفجوات) التي حفل بها خطاب والي الخرطوم “الخضر” في مؤتمره الصحفي أمس الأول حول الكارثة الخريفيّة التي ضربت الولاية..
{ “الخضر” قال إنّ (30) شهيداً سقطوا و(36) ألف أسرة تضرّرت. ونحن نقول له إنّ هؤلاء القتلى والمتضررين – إن كانت الإحصائيّة صحيحة وليست (مُختصرة) – سقطوا نتيجة (التصريف) وليس (الأمطار)!! وبالتالي كان (أهل الوجعة) والذين (أياديهم في النار) ينتظرون – في ذات المؤتمر – الإعلان عن الخطوات التي (تمّت) لمحاسبة (المقصّرين).. على مستوى الولاية والمحليات.. لكن هذا (لم) يحدث.. ولا أظنه سيحدث!!
{ ثم نأتي لاعتراف الوالي بأنّ (هناك طرق أسفلت شيدت بمواد غير جيدة)!! ما هذا بالله عليكم.. وماذا نفهم منه؟!
{ هل في مجال تشييد الطرق هناك خيارات باستخدام (مواد جيدة) أو (غير جيدة).. واختارت (ولاية الهنا) الخيار الثاني؟!
{ أم أنّ الشركات التي نفذت تلك الطرق (خدعت) الولاية وسلمتها طرقاً غير مطابقة للمواصفات؟! وإن حدث هذا فكيف (تسلمت) الولاية الطرق من الشركات؟! من هو المتورّطون؟! ثم ما هي تلك الشركات وكيف (فازت) بالعطاءات؟! هل بالكفاءات أم بـ (اليد الطويلة)؟! أليس من حق المواطن الذي (دفع) ثمن هذه السفلتة (من دم قلبه) أن يعرف؟!
{ ثم نأتي لـ (البشرى) التي ساقها “الخضر” للمتضررين عندما قال إنهم (سيُعوضون التعويض المطلوب وبسرعة عاجلة).. وهذا طبعاً لا نستطيع – (الآن) – التشكيك في صحته.. لكن نقول إنه وعد (ناقص) و(مطاط).. لأنه جاء بدون (تفاصيل).. والشيطان – دائماً – يكمن فيها!! لكننا سنساعد الوالي وحكومته بأن نمدّهم ببعض الأسئلة التي إن أجابوا عليها، فإنّ (حشا المتضررين) سيبرد قليلاً..
{ أولاً: هل نفهم من عبارة (التعويض المطلوب) أنّ الولاية ستشيد كل المنازل التي سقطت؟! لأن هذا هو المطلوب – من المواطنين طبعاً!!
{ ثانياً: هذا (التعويض المطلوب) نفهم أنه بخصوص (الانهيارات).. فماذا عن الوفيات؟! هل (حتشيلوا مع أهل القتلى الفاتحة.. ويا دار ما دخلك شر)؟!
{ ثالثاً: في ما يخص عبارة (وبسرعة عاجلة).. عاجلة قدُر شنو؟! أين الجدول الزمني؟!
{ ثم نأتي إلى (نفي) وزير صحة الخرطوم د. “مامون حميدة” وجود أي حالات (كوليرا).. ونسأل الوزير (الفرحان) بعدم وجود (الوبائيات) – حتى الآن: ما هي معالجاتكم (الملموسة) التي قمتم بها إزاء (36) ألف أسرة تضرّرت.. وهذا الضرر في كثير من حالاته يشمل (الأدبخانات البلديّة) – ولا نقول دورات المياه – ماذا فعلتم لتلافي الخطر الناجم عن عدم وجود مكان لـ (قضاء الحاجة)؟! ثم كم (مستشفى ميدانياً) تم نصبها في أماكن الضرر، للعلاج والتلافي؟!
{ تحدثوا عن جهودكم بالأرقام والمواضع.. تحدثوا عن (الإثبات).. لا (النفي)!!
{ وعوداً لحديث الوالي.. فإن كان ثمة إشراقة فيه.. فهي إثناؤه على المنظمات الطوعيّة وشباب (نفير).. الذين (فرضوا) على الجميع احترامهم!!