ولنا رأي

من المسؤول عن أضرار الخريف؟؟

أثرت الأمطار التي ضربت ولاية الخرطوم اليومين الماضيين على أجزاء واسعة من المدينة بخلاف المناطق التي جرفتها السيول ولم تتأثر بالأمطار فقط، بل السيول التي تدفقت من مناطق غرب أم درمان كان لها الأثر البالغ من تلك الأضرار.
المواطن يرمي اللوم على الحكومة وعلى حكومة الولاية وعلى الولاية، وينسى المواطن نفسه أن كثيراً من الأضرار التي تحدثها الأمطار السنوية جزء كبير يدخل فيها المواطن، ببساطة هناك مناطق تعتبر مجاري سيول وينبغي على المواطنين ألا يتخذونها مساكن لهم، وقيل إن السيول لا تنسى مجراها ولو لمائة، عام لذا نجد الأضرار الكبيرة التي تحدث سببها أولئك المواطنون أنفسهم.
إن تأثير الأمطار واقع على مناطق محددة مثل أمبدات والدروشاب ومناطق بالحاج يوسف وغيرها من المناطق التي خططت أو التي اتخذها المواطن سكناً له بدون تخطيط. صحيح نحن لا نعفي المحلية أو الولاية من شق المصارف وتطهيرها قبل بداية الخريف، ولكن المواطن نجده حتى إذا ظهرت تلك المصارف لعمل على إغلاقها بإلقاء النفايات داخلها .. لذا دائماً نلاحظ أن معظم المصارف ممتلئة بالنفايات وهذه النفايات من صنع البشر، وحينما لا تجد مياه الأمطار طريقة إلى التصريف عبر تلك المصارف تصبح متجمعة بالطرقات أو الأزقة. المواطن السودان يلقي اللوم على الحكومة ولا ينظر إلا ما في داخل منزله أما ما خارجه فلا يعنيه، متعللاً بأن الولاية مسؤولة عن إصلاح الطريق الرئيسي أو الجانبي، لذلك هذا لا يدخل من ضمن اختصاصه ولكن إذا علم المواطن أن الأضرار التي تنجم من مياه الأمطار يكون المتضرر فيها المواطن نفسه، وإذا سقط منزله فهو المسؤول عن سقوطه وليس الدولة، لأنه تعمد أن يلقي بالنفايات داخل المجاري وانسدادها ينعكس سلباً على المواطن. فيما مضى كان هناك النفير فأبناء الحي الواحد يقومون بتنظيف المصارف وإصلاحها لتمرير المياه، ولكن شباب هذا الزمن تجدهم يجلسون على تلة أو ربوة عالية والمنطقة محاطة بالمياه، فلا أحد يحدث نفسه أو يحدث الآخرين للقيام بتصريف تلك المياه، لأن المتضرر الأول هو المواطن وليس الدولة ومهما قام السيد الوالي وكل حكومته بجهود لإصلاح الخلل، فلن يستطيعوا، لان العملية مشتركة فالمواطن أحياناً يلعب دوراً كبيراً في ذلك فمثلاً إذا كانت لإحدى المواطنين بالحي مناسبة فتجده يقوم بشراء لوري أوإثنين من الرملة لإصلاح مكان المناسبة، وبالتالي تصبح منطقة هذا المواطن مرتفعة بينما مناطق الجيران الآخرين منخفضة، وعندما تهطل الأمطار لن تجد طريقة لانسيابها والسبب المواطن الذي أخر نفسه وأخر الآخرين بجانب الأنقاض أو مخلفات المباني أيضاً لها تأثير في عدم تصريف المياه .. إذا المشكلة كلها يلعب فيها المواطن دوراً كبيراً وعندما يحدث الضرر يحملون الحكومة أخطاء اقترفوها بأنفسهم وتسببت في ضررهم.
لقد بشرت الجهات المسؤولة بأقسام التنبؤات المناخية أن أمطارا ًسوف تتدفق على الولاية الأسبوع القادم،  فينبغي أن نتعظ من الأخطاء السابقة ويجب ألا ننتظر المحلية أو الولاية لأن المتضرر الأول هو المواطن والمحلية أو الولاية لن تأتيك بمنزلك لتصريف مياه الأمطار، فكل مواطن أو كل سكان حي يجب عليهم معالجة تصريف المياه بمناطقهم، أما العمليات الكبيرة فهذه مسؤولية الولاية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية