أعلنوها تعبئة
{ لماذا لا تعلن القيادة السياسية التعبئة العامة اليوم قبل الغد ومتمردو الجبهة الثورية يهاجمون منطقة سدرة على بعد (17) كيلو متر من الطريق القومي الأبيض كوستي؟! يهاجمون مناطق شمال الدلنج تقاطع الفرشاية ونور الهدى، وتدور المعارك حتى نهار أمس على الطريق الأسفلتي الدلنج الأبيض وتتوقف حركة المرور من الأبيض للدلنج ومن كادوقلي للأبيض.
{ مخطط الجبهة الثورية بات مكشوفاً وأعلنته في إعلامها كثيراً باستهداف الطرق القومية، وتصيد ناقلات البترول والجازولين لنهبها وتزويد وتشوين مليشياتها من متاجر الأهالي والأسواق عن طريق الهجمات المباغتة. والدعاية التي تنشط داخلياً من خلال المعارضين الذين (يخذلون) الناس، وهم بينهم، يبثون أخباراً عن تحركات الجبهة الثورية يضخمونها حد البعبع.. وإعلام إلكتروني مؤثر جداً على الناس وإذاعة (دبنقا) التي بكل أسف يستمع إليها سكان دارفور وكردفان أكثر من الاستماع لإذاعة أم درمان الغارقة في ثلاثية (المديح، الطنبور والحقيبة)، وإذاعة التمرد تنشر الرعب في أوساط المواطنين!!
{ إزاء هذا الواقع الذي تعيشه بلادنا والتهديد الحقيقي للأمن القومي وتجاوز الجبهة الثورية لمعارك جبال النوبة والنيل الأزرق وتوغلها في شمال كردفان (سدرة نموذجاً)، فإن الضرورة تقتضي إعلان التعبئة العامة قبل أن ينصرف شهر رمضان، واستنفار كل قوات الدفاع الشعبي ومن كل الولايات وحشد كل القدرات لمعركة (خريفية) لهزيمة الحركة المتمردة واقتلاعها من كل مناطق شمال الدلنج ومن (الصبي) قرية الشهيد “مكي بلايل” وفاءً لروحه الطاهرة وتخليداً لذكراه.. فلينهض لواء باسم “مكي بلايل” لتحرير الصبي والمنادل والفراقل وكجورية.. وينهض لواء باسم الشهيد “حامد الأغبش” لدحر التمرد في تقلي وهزيمته حتى لا تستبيح الحركة المتمردة شرق كردفان وتقترب من العاصمة الخرطوم.
{ وجود الجبهة الثورية في مناطق سدرة وجبل الدائر والعباسية وجنوب أم روابة، يمهد لمغامرة أخرى مثل مغامرة “خليل إبراهيم” حينما وصل أم درمان عبر الصحراء متجاوزاً مسافة تصل لألف وأربعمائة كيلو متر، من أم جرس على الحدود مع تشاد إلى أم درمان. والمسافة من جبل الدائر وسدرة وأبو كرشولا حتى أم درمان عن طريق الصحراء نحو (400) كلم، وإلى كوستي حوالي (200) كلم!! ألا يستدعي هذا التطور أن ينهض الشعب السوداني ليقاتل الجبهة الثورية كما قاتل في صيف العبور والأمطار الغزيرة وصد هجمات الثعلب الأسود وعمليات البرق الخاطف.
{ الحرب التي بدأت خلال اليومين الماضيين من جبهتي الدلنج والرهد تستدعي النفرة وإعلان الاستنفار. وفي بيانات الحركة المتمردة ما يهدد بتمدد الحرب غرباً نحو مناطق إنتاج البترول وولاية غرب كردفان، حيث صدرت بيانات باسم الجبال الغربية تهدد وتتوعد بالحرب، وهي بيانات ينبغي أخذها بجدية، فالحرب التي تدور هناك أكبر من إمكانيات وقدرات ولايات كردفان وحدها.. وينبغي أن يتصدى السودان بأجمعه لما يحاك ضده من مؤامرة وتهديد حقيقي لوجود الإنقاذ… فماذ تنتظر!!