شهادتي لله

مبعوث إلى "سلفا" ووساطة لدى "السيسي"

{ إذا كانت “الخرطوم” (الرسمية) تبحث حقاً عن مصالحها الإستراتيجية مع “جوبا”، لأرسلت سراً مبعوثاً خاصاً من الرئيس “البشير” إلى الرئيس “سلفاكير”، خلال (48) ساعة، ليبلغه وقوف السودان قيادة وشعباً مع القيادة (الشرعية) في الجنوب، ويؤكد له أن كل إمكانيات “الخرطوم” تحت تصرف “سلفاكير”، وأن الرئيس “البشير” تشجيعاً ودعماً لرئيس جمهورية الجنوب وافق على استمرار ضخ النفط الجنوبي وتصديره عبر ميناء “بشائر”، على أن يوجه الفريق “سلفاكير” مساعديه الجدد بتضييق الخناق على متمردي الجبهة الثورية في جبال النوبة، وأطراف دارفور.
{ لو كنتُ مكان الرئيس “البشير” لفعلتُ ذلك و(قدمتُ السبت عشان ألقى الأحد).
{ صحيح أن الرئيس “البشير” قدم لهم (الجنوب) كله على طبق من ذهب، دولة مستقلة وذات سيادة، بموجب استفتاء تقرير المصير في العام 2011م، لكنهم ما زالوا يتوهمون أن أمريكا و(المجتمع الدولي) و(الكفاح المسلح) هم الذين قدموا لهم ذاك (السبت الأخضر)!!
{ السياسة هي فن الممكن، والممكن – الآن – إرسال مبعوث خاص من “البشير” إلى “سلفا” ودعم تصفية وإبعاد (أعداء) الخرطوم من (أولاد قرنق)، وعلى رأسهم “باقان” و”دينق ألور”.
{ ولكن يبدو لي أن الخرطوم مصابة – هذه الأيام – بالعمى وبالصم وكذلك البكم، فهي لا تسمع ولا ترى ما يحدث من (مذابح) في “القاهرة” ضد (الإخوان المسلمين) وملايين المصريين الذين ملأوا ميادين (34) محافظة يساندون (الشرعية الانتخابية) ممثلة في الرئيس المقال بانقلاب عسكري الدكتور “محمد مرسي”!
{ ما زالت حكومتنا صامتة تجاه مذابح “القاهرة”، و(ساده دي بطينة، ودي بعجينة)، لا تعلق، ولا تتحدث.. لا تدين ولا تشجب.. ولا حتى تتوسط بين (الانقلابيين) -المحاصرين الآن من كل الاتجاهات، المتورطين في (ورطة) لا يعرفون كيف يخرجون منها – وجماعة (الإخوان) الذين تربطهم بحكومة السودان علاقات طيبة، أو هكذا نظن.
{ ما ارتكبه الفريق “السيسي” من مجازر خلال الأيام الماضية، وخلال هذا الشهر (الحرام)، لم يرتكب نذراً منه الرئيس الأسبق الفريق طيار “محمد حسني مبارك” الذي سلم السلطة طائعاً – مختاراً – بعد (16) يوماً فقط من اندلاع تظاهرات (التحرير)!
{ من العجز، وليس من السياسة والكياسة في شيء، أن تقف “الخرطوم” (متفرجة) على ما يحدث شمالها في “القاهرة” وجنوبها في “جوبا”، وكأن الأمر لا يعنيها، مستمكة بمقولة (هايفة) يرددها بعض السياسيين والدبلوماسيين: (ما يحدث في مصر والجنوب شأن داخلي لا شأن للسودان به)!!
{ “تركيا أردوغان” البعيدة، لم تقل إن ما حدث في القاهرة (شأن داخلي)، فكيف يكون للخرطوم صاحبة المصالح والتاريخ المشترك؟!
{ أرسلوا وفداً قيادياً للوساطة بين (الانقلابيين) و(الإخوان) في “مصر”، ووفداً آخر – سرياً – لدعم الفريق “سلفاكير” في محنته، مع إطلاق سراح (النفط)، وكفانا خسائر بملايين الدولارات.. كل يوم (السودان يخسر من (5) إلى (8) مليون دولار.. (يومياً).. بسبب إغلاق أنبوب النفط الجنوبي)!!
{ اللهم اغفر لنا وارحمنا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية