تقارير

قصة تفجير أنبوب النفط في منطقة (عجاجة) بأبيي و"عوض الجاز" يحكي بالصور

عقب صلاة (الجمعة) أمس، وعقب عودة وزير النفط “عوض الجاز” من جولة تفقدية لموقع تفجير أنبوب النفط بمنطقة “دفرة”، احتشدت وسائل الإعلام بدار النفط بالخرطوم تترقب معرفة التفاصيل الجديدة في الحادثة التي اتهمت الحكومة جنوب السودان بالاشتراك فيها  بعد أن قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد “الصوارمي خالد سعد” إن التفجير في منطقة “عجاجة” داخل حدود منطقة “أبيي” المتنازع عليها مع الجنوب في تمام الساعة التاسعة مساء من يوم (الأربعاء)، وأضاف أن مقاتلي العدل والمساواة دخلوا المنطقة قادمين من ولاية الوحدة بجنوب السودان بعد أن زودت “جوبا” العدل والمساواة بتجهيزات هندسية من الجيش الشعبي مكنتها من تفجير أنبوب النفط وتسبب ذلك في حدوث حريق استمر عدة ساعات.
وقبل أن يبدأ المؤتمر الصحفي لوزير النفط، نقل موقع (سودان تربيون) أن مجموعة “مجهولة” تنتسب لقبائل المسيرية تبنت تفجير خط الأنابيب، ونسبت إلى مصدر لم تسمه أن التفجير الذي وقع في أنبوب النفط في منطقة “كيج” بأبيي نفذه مجموعة من المسلحين ينتسبون لقبيلة المسيرية، لكن الوزير “عوض الجاز” عرض على الصحفيين دانات عليها شعار حركة العدل والمساوة وتمجد “خليل إبراهيم” رئيس الحركة الراحل، ليأتي ذلك رداً على تصريح “جبريل بلال” الناطق الرسمي للعدل والمساواة لـ(سودان تربيون) الذي قال إنه لم تتوفر له معلومات بعد عن قيام الحركة بهذا الهجوم، إلا أنه نفى وجود أي قوات لهم في ولاية الوحدة بجنوب السودان.
عوض الجاز يحكي تحديات البترول:
قال الجاز:( الشكر والتقدير لكل وسائل الإعلام، ونأسف لأننا اقتطعنا من راحتكم في يوم (الجمعة)، ولكن ضريبة الوطن ليس فيها راحة، ونسأل الله أن يثيب الجميع على ما يبذلون من جهد في سبيل الوطن، ونحن رجعنا للتو من منطقة الحدث التي تم حولها التخريب في الأنبوب القادم من حقل “دفرة” ويحمل النفط من حقول “نيم” و”دفرة” و”كريكان”، وجئنا لننقل عبركم لأهلنا في السودان والعالم أجمع أننا كنا نظن أن ما قدمه السودان من جهد وصبر ومصابرة ومن إصرار على المضي قدماً في أن نحقق سلام لنا ولجيراننا، وكنا نظن أن الذي قدمه السودان بكل أريحية كاملة والتي ربما عاب الناس على السودان أنه قدم تنازلات كثيرة أكثر مما ينبغي، كان الهدف أننا نباعد بيننا وبين أهلنا وبين الحرب لأننا لا نظن أن الحرب فيها فائدة، هي مكان الخراب والدمار، لذلك كل تاريخ التحديات التي مر به السودان منذ قيام ثورة الإنقاذ الوطني، لم يعتدِ السودان على أحد، بالعكس كان السودان هدفه الأول أن يسكت الحرب ويقيم السلام، وكل الإخوة تابعوا المسيرة التي كنا نظن أن يظل السودان بلداً واحداً موحداً كما نصت اتفاقية السلام بأن تكون الوحدة جاذبة،  في ذلك السبيل السودان قدم كل التنازلات كل التضحيات واستعمل كل وسائل الحكمة وصبر على ذلك لأن الهدف المنشود كان أن نحقق السلام في بلادنا، ولكن في ذلك التاريخ وما أشبه الليلة بالبارحة عندما بدأنا مشوار النفط كان الناس يثبطون الهمم ويحذرون بأننا لن نستطيع إخراج البترول ولكننا بحمد الله كنا أكثر يقيناً بنصر الله وأكثر ثباتاً وهمة في أن نستخرج خيرات الأرض التي حبانا الله بها، وفي ذلك السبيل فتحنا الدور مشرعة وفتحنا القلوب صادقة ومن جاء يستثمر معنا فمرحبا به.
إذا كان الآن الحديث عن تفجير الأنبوب بهذه الفعلة الشنيعة فقد سبقتها ممارسات سالبة، كل الإخوان إلا الذين هم يصغروننا سناً يعلمون أننا بمجرد أن بدأنا أول ضخ للبترول في الأنبوب تذكرون حدث اعتداء وتفجير في (3) مناطق، وكان المقصود هو أن لا يسمحوا لأهل السودان أن يمضوا في هذا المشوار، ولكن الحمد لله رب العالمين والشكر والتقدير له، ومن بعده الشكر لأبناء السودان الذين كلفناهم بحمل الأمانة والثقة أن لا ينكسروا أمام هذا الاعتداء ودخول الاستعمار  بأبواب مختلفة ودعاوى متعددة، وكان أبناء السودان قد حققوا إنجازات غير مسبوقة في أن أصلحوا هذه الأعطال التي جاءت على أزمان متقاربة وفي مناطق مختلفة، ولكنهم والحمد لله ضربوا المثل في كفاءة الأداء. كل الناس تابعوا بعد الخراب الذي تم في منطقة “هجليج” الذي شهد عليه العالم أجمع، نحن لم نمارس الاعتداء والتدمير وكان يمكن  للسودان أن يدمر كل المنشآت المربوطة بهذا الغرض، ولكن السودان كان أكثر صبراً وحكمة ونحن أعددنا تقريراً مفصلاً عن الدمار الذي أصاب منطقة “هجليج” وقدمناه في كل الأصعدة الدولية، وكان هنالك نداء في مجلس الأمن الدولي أن يعوض السودان بعد الخراب الذي تم، قدمنا هذه الشواهد مفصلة ومحسوبة ولكننا لم نجد حتى الآن أذناً صاغية، وكان معلوماً كيف تم تخريب منطقة “هجليج” ومنشآتها، ولكن أيضاً كانت المناداة بالتحاور والتفاكر لنفتح دورنا وقلوبنا ومنشآتنا ليعبر النفط مرة ثانية، وكلكم تابعتم أن هنالك اتفاقاً مفصلاً ومبرمجاً، ونحن التزمنا، وكان في نهاية المطاف توقيع الرئيسين على اتفاقيات التعاون ومصفوفة التنفيذ، ونحن في جانب النفط التزمنا التزاماً حرفياً، وكلكم تابعتم حديث الدولة على لسان الرئيس والمجهود الذي بذل بإرسال عدد من الوفود إلى جنوب السودان لأن هنالك خروقات في تطبيق الاتفاقية، لكن لم نجد أذنا صاغية.
وفي إثيوبيا مددنا حبل الصبر (15) يوماً قبل أن نتلقى الإشارة من الرئيس بقفل أنابيب النفط حتى يستقيم الأمر على ما اتفق عليه، وأيضاً إشارة من الرئيس أن تقفلوا بالتدرج كما هو موجود في الاتفاق).
تفجير أنبوب النفط في “دفرة”…تفاصيل جديدة من الوزير:
يواصل الوزير عوض بالقول: (اختير البلف – وهو صمام الأمان للربط والفتح – في هذا الأنبوب الذي يبلغ قطره (20) بوصة ويحمل (18) ألف برميل يومياً من حقول “دفرة” و”كتيان” و”نيم”، وكما تحدث أحد المواطنين كان في المنطقة أن سيارة تحمل (4) أشخاص ودخلوا في غرفة البلف ومساحتها (3) أمتار في (3) أمتار، وحسب منطوق الشخص دخل أولئك الأشخاص في الغرفة وبعد ذهابهم بمدة شعر بالنيران التي ارتفعت للسماء، ونقول والحمد لله أن هذه المنشآت التي ندير بها صناعة النفط مربوطة ببعضها ويمكن أن تكتشف الخطأ أو أي أعطال في لحظتها، والإخوان القائمين على المنشأة شعروا بأن الضغط الذي يدفع الخام بدأ يتنازل الى أن وصل لدرجة الصفر، فتحرك الإخوان في ليلة (الأربعاء) على الرغم من أن المنطقة وعرة وبدأ فيها فصل الخريف ولكن كما قلت في أن إصرار أهل السودان هو الثروة الحقيقية بشباب يقبل التحدي ويتجاوز كل الصعاب، فخرجوا في تلك الليلة بالعربات ونسبة لوعورة المنطقة استخدموا الدرجات ووصلوا الى  منطقة التفجير  وطلبوا من بعد ذلك عربات المطافئ  كما فعلوها في منطقة “هجليج” وتمكنوا من إطفاء النار، ونحن والإخوان في شركة النيل الكبرى لعمليات البترول ذهبنا في الصباح الباكر وكان لازماً علينا أن نكون “جنب” هؤلاء الإخوة الذين ضربوا المثل الأعلى في التفاني، ووجدنا هذا الخراب كما هو في الصور وهذا ينم عن الحقد وطريقة غير إنسانية، الذي يريد أن يفجر ماذا يريد أن يقول؟
والقوات المسلحة قدمت بياناً مفصلاً عن معلومات التفجير. وإخوانكم في الموقع أطفأوا النار ودخلوا في المعالجات الفنية وانتهى اللحام في خط الأنابيب وإن شاء الله سيضخون النفط مرة أخرى، واستطاعوا أن يوقفوا ضخ النفط  في العراء وهو في مواعين التخزين الآن، ونقول للذين أرادوا أن يخربوا بلدنا : “خاب الفأل”).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية