ولنا رأي

حديث وزير الداخلية والاستعداد للخريف!

وزير الداخلية “إبراهيم محمود” يبشرنا بأمطار غزيرة وفيضانات في خبر نشرته (المجهر) في صفحتها الأولى أمس، ولكن إذا نجحت التنبؤات بالخريف الجديد والأمطار الغزيرة فماذا فعل وزير الداخلية والدفاع المدني للحيلولة دون وقوع كوارث طالما تنبؤاتهم تؤكد أن الخريف غزير وأمطار متدفقة، فما هي الخطة التي وضعت حتى لا تقع الكوارث، وكلنا نعلم أن مطرة واحدة تأذي الولاية، فما بالك بأمطار تتدفق لفترة طويلة من الزمن. وأذكر في خريف 1988 أن مطرة واحدة استمرت لأكثر من اثنتي عشرة ساعة ولقد فعلت تلك المطرة أو الفيضان والسيول التي أعقبتها وأحدثت دماراً في أنحاء الولاية كافة، فلم تنجُ الحاج يوسف ولا أم بدات ولا الثورات، وبات كثير من السكان في العراء نتيجة لتحطم منازلهم التي جرفتها السيول، ولم تتأثر المنازل فقط بل العفش الذي جرفته السيول إلى خور شمبات، وكثير من الممتلكات كان المواطنون يشاهدونها دونها وقد أخذها تيار المياه.
لا ننكر أن الولاية قامت بجهود كبيرة في تغطية المجاري بطبقة أسمنتية ولكن ماذا فعلت في المنخفضات خاصة بمناطق الأسواق ومواقف السيارات، ننبه سعادة الفريق “أحمد إمام التهامي” معتمد أم درمان منذ الآن بأن يولي الأسواق اهتماماً كبيراً من حيث تطهير المصارف وإزالة الأنقاض والنفايات، فسوق أم درمان ونحن نتحدث وحتى الآن لم تهطل أي مطرة لتكشف سوءة السوق، لذا ننبه بالعمل أولاً قبل هطول الأمطار. فسوق أم درمان ومنذ عشرات السنين هو نفسه سوق أم درمان الذي تؤثر فيه مطرة واحدة وتحيله إلى بركة من المياه.. وكذلك ميدان الشهداء وهو أيضاً لا يقل عن سوق أم درمان من حيث تأثير الأمطار عليه فلا ندري هل المحلية عاجزة عن سفلتة الميدان أو دفن المناطق المنخفضة التي تكون عرضة لتجمع مياه الأمطار فيها؟.
نحن نعاني من مشكلة اسمها البنية التحتية فلا مجاري بمواصفات عالية ولا طرق بمواصفات عالية.. ولذلك نسقط في أول امتحان إذا انفجرت أنبوبة مياه وسط الطريق، وإذا هطلت أول مطرة تبين سوءات المدينة، والصحف تكتب، ولكن المسؤولين أحياناً يعتقدون أن ما يكتبه الصحفيون فيه استهداف لهم  ولكن الحقيقة هي تنبيه للمخاطر التي ستحدق، وها نحن نكتب ولم تهطل حتى الآن مطرة واحدة، وننبه للذي سيحدث، ولكن نحن في.. والمسؤولين في.. وسوف يكون الحال نفس الحال في كل المناطق التي نبهنا لها سوق، أم درمان وسوق بحري، وميدان الشهداء، والسوق الشعبي أم درمان، وكل المناطق التي ظلت كما هي في كل خريف، برك من المياه ومن ثم تتحول إلى مياه آسنة.
اللهم بلغنا اللهم فأشهد..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية