تدمير كامل لمبنى الهلال الأحمر بولاية الخرطوم تحت إشراف الشرطة
الخرطوم ـ فاطمة عوض
في خطوة مفاجئة قامت صباح الأمس مجموعة من المواطنين بصحبة عناصر من الشرطة وبعض الآليات بالدخول لمبنى جمعية الهلال الأحمر فرع ولاية الخرطوم بمدينة أمدرمان يحملون قراراً من المحكمة بإخلاء المبنى لصالح مشتري قطعة الأرض وطلبت المجموعة بحضور الشرطة من العاملين إخلاء المبنى بالقوة الجبرية والإصرار على تنفيذ الإزالة فوراً وتم ذلك في نفس الساعة، علماً بأن الحكم القضائي ينص على الإخلاء فقط ولا يتضمن الإزالة الفورية. الجدير بالذكر أن هذا المبنى الكائن بذات الموقع كانت قد منحته وزارة الصحة الإتحادية للهلال الأحمر السوداني في منتصف الثمانينيات، لكن تم بيعه في مارس 2018 في ظل الإدارة السابقة للجمعية في ظروف يغلب عليها طابع الفساد.
وأدانت الأمانة العامة لجمعية الهلال الأحمر السوداني في بيان أسلوب الإزالة بهذه الطريقة التي وصفتها بالفوضوية المفاجئة وغير القانونية لافتة الى أن هذه القضية لا تزال قيد النظر بمحاكم أمدرمان وبالتالي لا يجوز أن يتم الإخلاء والإزالة بتدمير المباني بالقوة الجبرية طالما لم تنقضي فترة الإستئناف.
وقالت ان هذه الأحداث السريعة أدت لإرتباك في أوساط العاملين والمتطوعين المتواجدين في ذلك الوقت حيث قاموا وبسرعة بنقل الملفات التي كان تحتوي على بيانات ووثائق شاملة للبرامج والأنشطة والإتفاقيات والحسابات من بينها 7 الف ملف تحتوي على بيانات تفصيلية لأيتام يقوم الفرع بإدارة بياناتهم وتحديثها وتوزيع كفالاتهم التي بتبناها أفراد خيرون من الدول المجاورة. كما تم وضع الف مرحاض وعدد من حافظات المياه المعدة للتوزيع في الأماكن المتضررة من السيول والفيضانات بالولاية في العراء لتصبح عرضة للتلف من جراء الأمطار والظروف البيئية القاسية. فضلاُ عن سيارتي إسعاف تم في وقت سابق وضع حواجز ثابتة أمامهما لتعطيل حركتهما وبالتالي حرمان المواطنين المرضى والمصابين في المواقع النائية من الإستفادة منهما.
واكدت جمعية الهلال الأحمر السوداني بأن المباني المشيدة مملوكة للجمعية واستنكرت تدميرها وإزالتها، ووابدت تعجبها للموقف السلبي من الجهات الحكومية التي ظلت صامته منذ تلك الحادثة حتى اليوم رغم وجود أفراد من الشرطة كان الأحرى بهم حماية ممتلكات الدولة والمال العام بدلاً عن تدمبرها والمشاركة في هذا العمل غير الإنساني وغير القانوني. واهابت جمعية الهلال الأحمر السوداني بأن تضطلع الحكومة بمسؤوليتها بموجب القانون الدولي وتوقيعها على إتفاقيات جنيف لعام 1949 وأن تسعى لتصحيح الوضع ضمن مهامها في حماية جمعية الهلال الأحمر السوداني ومنسوبيها ومنشآتها وضمان تنفيذ مهامها الإنسانية، وخاصة أنها تعي ما تقوم به الجمعية حالياً ضمن فروعها ومتطوعيها لمجابهة طوارئ الخريف والكوفيد-19، فضلاً عن البرامج والمشروعات الحالية والتي يتم تنفيذها في مختلف أرجاء السودان.
وشكرت جمعية الهلال الأحمر السوداني متطوعيها وسائر المواطنين للتضامن الواسع معها وسيظل فرع ولاية الخرطوم يقوم بمهامه وواجباته والتزاماته الإنسانية تجاه المجتمع إنطلاقاً من مكاتب ميدانية مؤقتة ستقوم الأمانة العامة بتشييدها في الفضاء مقابل المباني التي تم هدمها في حي العرضة بأمدرمان. وستظل هذه المباني المدمرة خير شاهد على التفريط في مكتسبات المواطنين وسوف تمثل مصدراً لإلهامنا لبذل المزيد من الجهد وتعزيزاً لإيماننا المطلق بأن عمل الخير لصالح الإنسانية بإستقلال تام وحياد مطلق لا يموت وسيظل الهلال الأحمر السوداني يرفع راياته عالية مهما حدث وتكالبت عليه المحن.