أخبار

كبَّرتو "الحلو"!

{ تابعت بهدوء التخبط في الأخبار خلال الأيام الماضيات ما بين مؤكد لوفاة المتمرد “عبد العزيز الحلو” ونافٍ للخبر الذي تصدر معظم وسائل الإعلام المحلية والعالمية التي تفاعلت مع الحدث بشكل مختلف وتسابقت في البحث عن “الحلو” من أجل إجراء مقابلات صحفية وإذاعية، لتكتمل حلقات الصياغة بشكلها النهائي بعد أن شغلت الناس عدة أيام.
{ وموت “الحلو” أضحى حاضراً في المجالس الخاصة والعامة، الأمر الذي يبين أن الجبهة الثورية عبارة عن قائد بلا رعية، ولا شخصيات مؤثرة تحرك الأحداث وتعضد الفكرة التي جاءوا من أجلها، لأن القضية من منظور شخصيات كبيرة ومختلفة عبارة عن ضغائن داخلية حملها “الحلو” بعد سقوطه في انتخابات جنوب كردفان وقاد بموجبها تمرداً داخلياً؛ تشفياً وانتقاماً من المواطنين الذين رفضوا دعمه في الانتخابات والمركز العام للحزب الحاكم الذي قدم “أحمد هارون” للقيادة في تلك المناطق في كردفان، لذا كانت البداية بذات المساحة التي ركلته بأقدامها واختارت ابناً آخر لها ليكون قائداً ومسؤولاً عن تسيير دولاب العمل التنفيذي.
{ وقد يشير أحدهم إلى انضمام عناصر وحركات وأسماء كبيرة مثل “عقار” و”عرمان” وغيرهما للتنظيم أو التحالف الجديد، ولكن تظل الجبهة محصورة في شخصية “الحلو” ومن حوله من الداعمين للفكرة والغاضبين على المركز والحاملين لضغائن الذات التي لا علاقة لها بالمواطن ولا المواطن. وعليه فإن (جعجعة) “عرمان” من عواصم أوروبا لن تجد صدى واسعاً ولن تحظى بالمتابعة المطلوبة لأن أجندة الرجل معلومة ومعروفة للجميع، ليظل “الحلو” الاسم الأبرز في الساحة هناك.
{ وبعيداً عن ما يدور في كردفان من حرب لم تنته حتى الآن، فإن “الحلو” ورغم الدعم الذي يحظى به من عدة جهات معلومة وغير معلومة إلا أن الانشقاق قد طال عناصر جيشه في الأيام الماضيات، وانقسمت الكتائب فيما بينها بسبب صراعات حول المكاسب والتخطيط للقادم ورفض بعضهم إضافة الشخصيات السياسية التي أصبحت تتحدث بلسان الجبهة في وسائل الإعلام رغم بعدها من مناطق الشدة والحرب التي راح ضحيتها عدد مقدر من المجموعة.
{ مشاكل مجموعات “الحلو” أصبحت على صفيح ساخن، ليسهل المهمة أمام قوات جيشنا التي لا بد أن تنتهز الفرصة للقضاء على بقية العناصر وتقضي على طموحات معظمهم قبل أن تتحرك الأرض من تحت أقدامنا وتتشكل (تورا بورا) جديدة في السودان وفي مناطق مختلفة من الوطن.
{ ما يحدث الآن من خلافات بين “الحلو” ومجموعته لا بد أن يتم التعامل معه بالصورة المثلى لنتمكن من قلب الطاولة على المتطاولين والطامعين والمتلهفين لقيادة البلاد على أجساد “محمد أحمد” بمعاونة اليهود وعملاء أمريكا والإسلام.
{ قلت سابقاً إن الحديث عن الجبهة الثورية وتضخيم حراكها يمنحها العدو الضوء الأخضر في التمدد ويعطي مسانديه إحساساً بالانتصار وإنجاز المهمة، ولكن لم يستمع إلينا أحد واستمر التطبيل والتبشير المغلف، ومن ثم التباري في الحديث عن موت القائد وحياته وتحركاته وسعادته وابتسامته وغيرها من السفاسف التي تخدم الجبهة الثورية إعلامياً، لنقدم خدمات مجانية على طبق من ذهب لمجموعة متمردة تغتال المدنيين وتنهب  ثروات البلاد وتجد التصفيق والدعم بصورة أو أخرى، وبقصد أو غيره، وعليه فإن الجهات المسؤولة لا بد أن تمنع نشر أي حادثة أو تفاصيل تخص الجبهة الثورية في الميدان أو خلافه، إلى حين إشعار آخر، على أن يتم التعتيم الكامل في مد الصحف بالمعلومات لتنجز القوات المسلحة واجبها بهدوء ومن ثم فلنحتفل سوياً بالنصر القادم وبتحرير كل المناطق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية