الاعمدةربع مقال

القدس ..الصمود و العار ..!!

ربع مقال

د. خالد حسن لقمان

.. بالله عليكم كم اعتصركم الألم وكم اشتد بكم الغضب وانتم تتابعون ومنذ الايام القليلة الماضية عبر شاشات الفضائيات ما يحدث الآن في القدس الشرقية حيث اقتحمت قوات نتنياهو الجبان حرمة القدس الشريف و قتلت المصلين أثناء ادائهم لصلاتهم دون مراعاة لاية قيمة لحقوق الانسان التي يتشدق بها العالم الناظر الآن لهذه الجرائم دون ان يحرك ساكناً .. أكثر من 26 شهيداً نتيجة قصف اسرائيلي غادر علي غزة و أكثر من 70 جريحاً جلهم من الاطفال و النساء وكبار السن .. الامريكان وكعادتهم اجهضوا عبر تحفظهم المنحاز حتي البيان المنتظر من مجلس الأمن لادانة ما قامت به اسرائيل في حرمة القدس الشريف وبرروا ذلك بأن ادانة اسرائيل لن يفيد الموقف .. اذاً ما الذي يمكن ان يفيد الموقف يا ايها المنافقون الظالمين الذين يؤيدون ودون اية اخلاق او قيم دولة قاتلة جبانة تقتل العجزة و الاطفال والنساء داخل بيوتهم و في صلاتهم ..؟؟ .. المؤسف ان حكومات الدول العربية والاسلامية مارست تجاه هذا الفعل الشنيع ذات دورها في الادانة والشجب السالب دون ان تتخذ اية خطوات سياسية او حتي دبلوماسية ضد نتنياهو ودولته القاتلة وهو ما بدأ الآن يثير الشارع العربي والاسلامي حيث خرجت عدة تظاهرات شعبية في عواصم عربية واسلامية كان ابرزها تظاهرات الكويت التي اخرجها ظهر اليوم الشباب الكويتي الغاضب في محاولة منه للتضامن مع اشقائه الفلسطينيين .. يا له من واقع مخز و عار من الكرامة و الرجولة هذا الذي يعيشه المسلمون والعرب الآن والذي يهزم فيه مواقفهم كلها كيان متجبر غاصب ظن وفي غفلة منه وغباء ان ما افلح فيه أخيراً من استمالة ودفع عدد من الحكومات العربية للتطبيع معه قد اعطاه الضوء الأخضر ليفعل ما يشاء بمقدسات الامة الاسلامية وبالشعب الفلسطيني ولكن هؤلاء العنصريون الجبناء نسوا ان الشعوب العربية والاسلامية لن يمنعها ذلك مطلقاً من وضعها لهم في مكانهم الصحيح كعدو أول للأمة الإسلامية والعربية مهما جبنت حكوماتها وارتمت في أحضان اليهود و الأمريكان الذين باعوا لهم وعوداً كاذبة و أحلاماً غارقة في الأوهام و الخطرفات .. و علي هذا الواقع المؤلم و في هذه اللحظة التي خلفها هذا الاعتداء الظالم علي الفلسطينيين في القدس الشرقية فعلي الشعوب الاسلامية والعربية ان تتحرك بعد الآن من تلقاء نفسها لتملأ الشوارع والطرقات لتسد علي حكوماتها الجبانه كل افقها وسمائها و ارضها حتي لا تبقي لها خياراً غير ان تذهب غير مأسوفاً عليها .. اذا لم تقرروا ايها الحكام خائري القوي الآن وليس غداً تجميد تطبيعكم المذل مع هذا الكيان واذا لم تطردوا سفراء هذا الكيان الغادر واذا لم تعلنوا مقاطعتكم الاقتصادية له واذا لم تسجلوا موقفاً حاسماً حازماً في مجلس الأمن وكل المنظمات الدولية السياسية والانسانية .. اذا لم تفعلوا كل ذلك فأذهبوا أيها الجبناء و أتركوا الشعوب لتقرر بشأن وجودها حرة و كريمة حرية تمكنها من الصلاة في باحة القدس دون خوف من رشقات الرصاص الجبانة و كرامة تجعلها تقتلع حقوقها المستلبة في أرض فلسطين و القدس الشريف بقوة بنيها وارادتهم وايمانهم ..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية