ربع مقال
د. خالد حسن لقمان
آثرت الانتظار والمتابعة لفضائياتتا العربية خلال شهر رمضان حتي نهاية هذا الشهر المبارك .. لأقول شيئاً تمنيت ان يكون بعضه فيه ما يمكن ان يستر سوءة الآخر خاصة وقد تعودنا من هذه الفضائيات خلال السنوات الماضية السقوط الجمعي الا من بعض يسير منها نخرجه ونشير اليه هكذا فقط من باب التوازن و التشجيع لاصحاب بعض الاعمال الايجابية ان كان في هذا ما يسهم في مسيرة هذه المحطات .. ولكن ولدهشتي البالغة لم أجد من خلال متابعتي هذه أي عمل محترم يمكن تثمينه واطراؤه وحتي العمل الدرامي اليتيم الذي قدمته احدي الفضائيات لعكس جانب من التاريخ الاسلامي المشرق .. خرج فطيراً و ضعيفاً في امكانياته الانتاجية ولا غرو في ذلك إذ ذهبت ( وبالاصح وجهت ) كبري مراكز الانتاج العربية الضخمة خاصة الممولة من دول النفط والثروات العربية لتبتعد عن انتاج مثل هذه الاعمال بحجة انها يمكن ان تصنف ضمن الاعمال ( الدعائية – الارهابية ) ضد دين او عرق وذلك وفق ما ظلت تضغط عليه مجموعات الضغط المعادية للدين و التوجه الاسلامي بقيمه و تعاليمه وهكذا اختفي الانتاج الدرامي الضخم من هذا النوع كمسلسل محمد رسول الله و عمرو بن العاص و خالد بن الوليد و من قبل ما اخرجه مصطفي العقاد في فلم الرسالة واخيراً مسلسل عمر بن الخطاب الذي خرج قبل اعوام قليلة مشوهاً وغير مقنع في مستوي اخراجه و تمويله الذي اعاب بضعفه حشد تفاصيل المشاهد الخالدة في مسيرة الدعوة الاسلامية المحمدية الظافرة بتعاليمها الحقة العادلة .. وليس الامر هنا قياساً علي هذا النوع من الاعمال الاسلامية وقد جاء هذا عرضاً هنا .. حيث ان ما نتحدث عنه هنا نعني به الانتاج الدرامي بوجه عام خاصة ذلك المعالج للقضايا العصرية للمجتمعات العربية فهذا الجانب هو الذي سقطت فيه فضائياتنا هذا العام بإمتياز وبصفر كبير حيث اتجهت جميع الاعمال الي ثلاث اتجاهات رئيسية : ( الابتذال للاخلاق ) و ( العنف غير المبرر ) و ( سذاجة الموضوع الدرامي والبرامجي ) وحتي موضوع المسابقات الكبري التي كان ينتظرها الجمهور في رمضان اختزلت هذا العام العقل وغيبت الجمهور الواعي و جعلت هدفها التضاحك الساذج و التفاعل الغبي الذي ما وراءه شئ سوي استهلاك الوقت وحشوه بالاعلانات التجارية التي فاقت نسبتها ما يقارب أحياناً 75 % من نسبة وقت اي عمل درامي او برنامج مسابقات .. وبعيداً عن هذا السقوط الانتاجي جاء سقوط هذه الفضائيات في انتقائها لمسلسلاتها الاجنبية وخاصة المترجمة منها و التي بلغت هذا العام أسوأ مستوي في الابتذال الاخلاقي المصادم للاخلاق والقيم فمن التعري والتركيز علي العلاقات الجنسية غير الشرعية وغير السوية الهادمة لاسس الاسرة الاسلامية – العربية الي تجسيم افعال الغدر والخيانة حتي يخال لمن يشاهد ويتابع هذا النوع من الاعمال ان الدنيا بأكملها قد انتهت صفحات خيرها بالكامل ولا يوجد فيها غير الشر وكل الشر بكل انواعه .. وأخيراً هل تريدوننا ان نتطرق لحال فضائياتنا السودانية في هذا المعترك ..؟؟ .. ارجوكم دعوها مستورة الله يستر عليكم ..