ربع مقال
د. خالد حسن لقمان
.. لقوتها وبلاغتها وصدقيتها العالية أعتبر النقاد قصيدة ( بك أستجير ) للشاعر السوداني المعاصر إبراهيم علي بدوي أجمل القصائد الحديثة التي نظمت في تعظيم الذات الالهية وذلك لما اشتملت عليه من احساس نابض ونظم رائع تقود حروفه لكلماته وكلماته لعبارات نظمه في انسجام روحي و حضور عقلي مدهشين فتجد متأملها وقارئها يخرج فور شدوه لها الي عوالم أخرى مليئة بالرهبة و الاجلال و الايمان و من ثم السكينة و الاطمئنان .. وفي صدرها يقول شاعرها رحمه الله ..
بك أستجير ومن يجير سواكا
فأجر ضعيفا يحتمي بحماك
دنياي غرتني وعفوك غرني
ماحيلتي في هذه أو ذاكا
لو أن قلبي شك لم يك مؤمنا”
بكريم عفوك ماغوى وعصاكا
إن لم تكن عيني تراك فإنني
في كل شيء أستبين علاكا
رباه ها أنا ذا خلصت من الهوى
واستقبل القلب الخلي هواكا
وتركت أنسي بالحياة ولهوها
ولقيت كل الأنس في نجواكا
ونسيت حبي واعتزلت أحبتي
ونسيت نفسي خوف أن أنساكا
ذقت الهوى مراً ولم أذق الهوى
يارب حلوا ً قبل أن أهواكا
أنا كنت ياربي أسير غشاوة”
رانت على قلبي فضَل سناكا
واليوم ياربي مسحت غشاوتي
وبدأت بالقلب البصير أراكا
ياغافر الذنب العظيم وقابلا”
للتوب قلبا” تائبا” ناجاكا
أترده وترد صادق توبتي
حاشاك ترفض تائبا” حاشاك
يارب جئتك نادما ً أبكي على
ما قدمته يداي لا أتباكى
أنا لست أخشى من لقاء جهنم
وعذابها لكنني أخشاك
يارب عدت إلى رحابك تائباً
مستسلما” مستمسكاً بعراكا
مالي وأبواب الملوك وأنت من
خلق الملوك وقسم الأملاكا
وبحثت عن سر السعادة جاهداً
فوجدت هذا السر في تقواكا
فليرض عني الناس أو فليسخطوا
أنا لم أعد أسعى لغير رضاك .