تختلف الأسباب والهدف مجهول.. (المشاكل الزوجية) بهار الحياة الذي لا يخلو منه منزل!!
سؤال عريض يطرحه كل شخص قادم على الحياة الزوجية، هل ستمضي حياتنا الزوجية دون سوانا بلا مشاكل، أم أن الخلافات ستكون شراً لابد منه وبهارات لتجديد شريان الحياة الزوجية، بهذه الأسئلة طوفنا حول عدد من المحطات الزوجية للوصول إلى الإجابة..
فكانت البداية بالوقوف عند منزلين متجاورين، الزوجة هادئة في الأول، أما في الآخر فالزوجة ثرثارة وضاجة وانفعالية و(ما بتخلي حقها)، الهادئة لا يسمع لها صوت، والضاجة يسمع الجيران صراخها مع زوجها، ومشاجراتهما اليومية في (الكبيرة والصغيرة)!!.
كلا الأسرتين لا يعجبهما حالهما، حين يرتفع صوت الشجار عبر الجدار المجاور، يقول الزوج لزوجته الهادئة: (أسمعي، في ذاك البيت حياة، وصخب، وتجديد، أما بيتنا فيكاد يقتله الصمت)، وحين يهدأ الشجار قليلاً في المنزل الآخر يقول الزوج الثاني لزوجته: (يا لهدوء بيت جيراننا، إنه بيت مريح، لا مشاكل ولا صراخ، هدوء يريح الأعصاب، ويزيل التوتر).
هي الحياة الزوجية، لا تخلو من (مشاكل)، مهما كان الزوجين متوافقين ومتحابين، ومهما كان وضعهما الاجتماعي، لا يخلو بيت من مشكلة، ولا يمكن للزوجين العيش بسلام طيلة عيشهما المشترك، لكونهما إنسانان مستقلان قد تتضارب مفاهيمهما ونظرتيهما للحياة واحتياجاتهما، ما يسبب المشاكل.
قد يعلو الصراخ الذي يسمعه الجيران، وقد يعلو الصراخ الصامت أيضاً ولا يسمعه الجيران، لكنه صراخ على أي حال، ليس مهماً أن يتشاجر الزوجان، لكن المهم كيف يحلان خلافاتهما، وكيف يحولان الشجار و(المشاكل) لمعاول تزيد متانة بيت الزوجية، وكيف يطفئان الحرائق التي قد تشتعل بينهما، لسبب أو حتى دون سبب، لكن هذه المشاكل قد تتفاقم ويحدث (أبغض الحلال)..!
* من يمسك بـ(الريموت)
تقول “رشا إبراهيم” إن المشاكل بينها وزوجها تبدأ بنقاشات عادة، وخلال النقاش يحاول كل طرف فرض رأيه، في تربية الأولاد، واختيار ملابس الزوجين، وديكور البيت، وتضيف هنالك مشاكل بسبب الغيرة بين الزوجين.
وتواصل يغار زوجي أحياناً من صديقاتي، وأغار أنا من صديقاته وعلاقاته، لكني لا أحتمل المشاكل، فأبادر بالحلول.
أنا أقضي الوقت كله في المنزل وحدي، أما هو فيقضيه خارج البيت، يتمتع بعلاقاته مع زملاء العمل ومع أصدقائه، ما يمكنه من نسيان المشكلة، لذا أبادر بحل المشكلة (عشان ما تجيني نفسيات).
(لما نكون متشاكلين برجع من الشغل وأنا في غاية الضيق، أركل الكرسي، وأغلق الأبواب بعنف، فيتحول البيت إلى مكان من الدوي، وهي تنظر إليّ من هناك شذراً، ولسانها يتطاير كلمات)، هذا ما قاله الموظف “عثمان علي”، وأضاف أنا أبدي كل هذا الغضب لتسكت عن مناقشتي في المشكلة (البايتة)، حتى أنعم ببعض الهدوء والراحة بعد يوم عمل طويل، لكني ـ أصدقكم ـ لا أحمل لها غلاً، فأنا أحبها، وبعد أن نهدأ أهديها قطعة (شيكولاتة)، أو أجلب لها هدية، وقد أعدها بـ(ثوب فاخر)، أو دفع (حق الحنة) للمناسبة القادمة، فتعود المياه إلى مجاريها.
يقول “عثمان” من وجهة نظري الخاصة، فإن أكثر الخلافات الزوجية في الفترة الأخيرة تتمحور حول الذهاب إلى الكوافير، أو الإصرار على شراء الثياب مهما كانت حالة الأسرة المادية.
* ممنوع تدخل الأغراب
وحذر الموظف “نادر محمد إدريس” من تدخل الآخرين في الخلافات الزوجية، مهما كانت درجة علاقتهم أو قرابتهم، وقال إذا تدخل آخرون فالمشكلة سوف تكبر، وتصبح أكثر تعقيداً بعد مغادرة الوسيط.
ويعتبر “إدريس” النواحي المادية سبباً رئيساً في مشاجرات الزوجين، فإذا كانت الزوجة عاملة فالزوج يريد منها أن تصرف على بيتها، وأن تهتم بأولادها وبه، أما مشاكل المرأة عموماً فتقف الغيرة على رأسها، ويقول لأنني أعمل في مكتب به عدد كبير من الموظفات، فهذا يسبب لزوجتي الكثير من القلق، هي تظن دائماً أنني سأتزوج عليها إحداهن، ويضيف الموبايل، هذه مشكلة أخرى أضيفت إلى مشاكل الزوجية، وتحولت إلى مشكلة كبيرة، فالمكالمات القادمة إلى هاتفي الزوجين تثير غيرة وقلق الطرفين، خاصة إذا رن هاتف الزوج أو الزوجة ليلاً، وكان المتصل على الطرف الآخر من الجنس المغاير.
عنه يقول “إدريس” إنه يعرف أن المرأة (مكابرة) ولا تعترف بأخطائها، وهو يتحملها من أجل أطفاله.
* خلافات في المستقبل
قالت “رانيا موسى” ضاحكة وهي عروسة ما زالت (حنّة عرسها) تلمع سواداً أنا عروسة جديدة لنج، تزوجت عن حب، لكننا نتشاجر ونتناقش بحدة، نختلف في الرأي حول ترتيب البيت، عدد أطفال المستقبل، ومستقبلنا المشترك.
وتضيف لكن كل هذا هين مقارنة بظهور خطيبة زوجي السابقة كأنها شيطان، بعد أن انفصلت عن زوجها، ومحاولاتها المستميتة لاسترجاعه، ما جعلني أطلب منه الحديث إليها وإقناعها بأن الموضوع انتهى، لكنها على الدوام تشكل مصدر قلق ومشاجرات بيننا.
بدأ “سامي سعيد” – أعمال حرة حياته الزوجية بالسكن مع أهل زوجته، يقول حين أعود للبيت ويداي محملتان بالأكياس تحسن زوجتي استقبالي، وحين أدخل فارغ اليدين تقابلني بعبوس شديد، قائلة (ماذا أقول لأهلي).
ويضيف للحقيقة فإن أنسبائي ليسوا سيئين، لكن أهلي كانوا لا يزورونني كثيراً، فقررت قطع (دابر المشاكل) وسكنت في بيت منفصل، وفضلت دفع الإيجار المرتفع رغم الظروف الاقتصادية السيئة، وكان خياراً وفر لي الهدوء والعيش بعيداً عن المشاكل والتوتر.
* بهار الحياة
يقول التاجر “محمد عيسى” ما في بيت يخلو من المشاكل، والناس بقولوا المشاكل ملح الحياة الزوجية، وبما أن الزوجين مقتنعان بالحياة مع بعض، فكلو يهون.
ويضيف عندما كنت عريساً أصررت على بيت منفصل، رغم إني أملك غرفة منفصلة ومهيأة في البيت الكبير، تجنباً للمشاكل.
ويوضح “محمد” أن أهل زوجته يسكنون ولاية أخرى، وهذا يسبب لهما الكثير من الشقاق، حول السفر إلى تلك الولاية، وأن مشاكلهما قد تطول حسب نوعها، لكنه يسارع إلى الاعتذار إذا كانت المشكلة بسببه و(بجيب ليها هدية)، لكنه يصر على رأيه إذا كانت المشكلة بسبب أشياء حذر زوجته منها.
* الخيانة وخراب البيوت
يقول أستاذ علم النفس والبيولوجي بجامعة الخرطوم “د. صادق محمد عبد الحليم” إن أول وأكبر مشكلة تسبب الطلاق في السودان هي (الخيانة الزوجية)، وأن ما نسبته (87%) من الطلاقات بسبب الخيانة.
ويضيف هنالك مشاكل أخرى، مثل عدم التوافق بين الزوجين، وقد يرجع إلى الفارق في المستوى التعليمي، فالتعليم العالي لأحد الزوجين قد يؤثر في شكل العلاقة، كما أن هناك التوافق الطبقي قد يكون سبباً رئيسياً في المشاكل.
ويؤكد “د. عبد الحليم” أن تدخل الأسر المتواصل في حياة الزوجين أو تدخل أية أطراف أخرى، يؤدي بدوره إلى تكبير المشكلة، ويوضح أن المشاكل والضغوط الاقتصادية تلقي عبئاً كبيراً على الزوجين.