دبلوماسية "نافع"الجديدة!!

{ بدا واضحاً خلال الأسابيع الماضية، أن القيادة السياسية لحزب (المؤتمر الوطني) بدأت تخطو خطوات عملية واسعة باتجاه إقرار (سياسة خارجية) برؤى ووسائل مختلفة، وبانفتاح أكثر على العمق (الأفريقي)، وحوار مثمر مع أوروبا وأمريكا، لكسر حواجز (الحصار) الدولي اللئيم الذي ظلت تعاني منه البلاد لأكثر من (23) عاماً طويلة.
{ ربما يكون غريباً، بل ومدهشاً للبعض، ومزعجاً لبعض آخر، أن قائد هذه (العملية الدبلوماسية) الجديدة هو الدكتور “نافع علي نافع”، نائب رئيس الحزب، المصنف على رأس زمرة (الصقور)، والمرتبط في أذهان الكثيرين من عامة الناس بالتطرف و(العنف اللفظي) في مواجهة قادة أحزاب (المعارضة)، والقوى الدولية المناوئة للسودان، وعلى رأسها أمريكا وبعض دول الاتحاد الأوربي.
{ مؤخراً، قام “نافع” بزيارة مهمة إلى دولة “السويد” زعيمة (اسكندنافيا)، وهي دولة غنية وذات أثر وتأثير على الاتحاد الأوربي، ولم يُعرف لها عداء سافر تجاه السودان. الزيارة قدمت للمؤتمر الوطني بصورة لائقة، وقدمت لدكتور “نافع” بصورة مختلفة جداً.
{ قبل عامين، وعندما كان الرئيس “البشير” يوجه بحزم الأمتعة لمغادرة “أديس أبابا” بعد مفاوضات غير منتجة مع رئيس دولة الجنوب “سلفاكير ميارديت” في قاعات قصر الإمبراطور “هيلاسلاسي”، وصلت رسالة عاجلة إلى سفارة السودان من طائرة وزيرة خارجية أمريكا السيدة “هيلاري كلينتون”، تطلب فيها لقاءً مع الدكتور “نافع علي نافع” عضو وفد الرئيس.. تأخر الوفد ساعات، والتقى “نافع” بـ “كلينتون”، وصحبه إلى ذلك اللقاء الأستاذ “سيد الخطيب” العضو الدائم بوفد الحكومة لمفاوضات السلام.
{ قبل أيام، وجهت الإدارة الأمريكية دعوة إلى د. “نافع” لزيارة واشنطن لإدارة مباحثات مع حزب (المؤتمر الوطني) الحاكم في السودان.. السفير الأمريكي بالخرطوم أكد الدعوة، و”نافع” قبلها.
{ اليوم تكتمل أفراح “نافع” وحزب (المؤتمر الوطني) باستضافة المؤتمر التأسيسي لمجلس الأحزاب الأفريقية، بحضور ممثلي أحزاب (حاكمة) و(معارضة) من (35) دولة، في عرس أفريقي حاشد تحتضنه القاعة الرئاسية بقاعة الصداقة.
{ أحد الأصدقاء، وبعد أن شاهد (صور) “نافع” مبتسماً، ومنشرحاً، ويهز بعصاه على (البلابل) في احتفال (المجهر) بعيدها الأول (الثلاثاء) قبل الماضي، علق قائلاً: (أنا كنت قايل “نافع” دا ما بعرف يضحك.. كمان يسمع البلابل)!!
{ يبدو – سادتي – أن المشهد السياسي السوداني موعود بتغييرات (دراماتيكية) خلال الفترة القادمة.