نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي "عبد الله حسن أحمد لـ(المجهر) (2-2)
{ المؤتمر الشعبي يبدو أنه غير مكترث للإجابة عن سؤال من سيكون خليفة للشيخ “حسن الترابي” في قيادة الحزب؟
– لا، أبداً نحن نفتكر أن مسألة الخلافة دي تحددها ظروف وقتية، وافتكر أن عدداً من كوادر المؤتمر الشعبي قادرة على أن تقود التنظيم خاصة وأن هنالك فترات كثيرة جداً غاب فيها الدكتور “الترابي” من خلال اعتقاله في السجن لسنين، والتنظيم استمر على الرغم من اعتقاله أكثر من مرة، وافتكر أنه لن تكون هنالك مشكلة قيادة إذا تخلى الدكتور “الترابي” لكبر سنه أو مرضه أو أي ظرف آخر، وأعتقد أن كوادر المؤتمر الشعبي يمكن أن تقود التنظيم.
{ هل ناقشتم هذا الأمر مع الدكتور “الترابي”؟
– لا، نحن نقول إن تنظيماتنا في الحزب تكون دائماً في تشكيل بحيث تقوم في أي وقت من الأوقات بدورها، وفي كثير من الأحيان كان معظم قياداتنا معتقلة، مثلاً عند توقيعنا لمذكرة التفاهم مع (الحركة الشعبية)، اُعتقل الدكتور “الترابي” لسنين ومعه عدد من القيادات ولكن التنظيم استمر، وتكررت الاعتقالات لـ”الترابي” وللقيادات في التنظيم وافتكر أن التنظيم بشكله الحاضر، وهو تنظيم شوري ومفتوح في عضويته ما بيقول إن هنالك عبادة لشخصية معينة إذا راحت معناها التنظيم انتهى، نعم، “الترابي” هو القائد والزعيم والمفكر – ربنا يخليه – لكن لا نقول إذا “الترابي” لسبب من الأسباب راح معنى ذلك أن المؤتمر الشعبي سيتشتت، افتكر أن القيادات الموجودة لا تقوم على كاريزما شخصية فقط.
{ المؤتمر الشعبي أجرى تعديلات على المستوى القيادي وجاء بالشيخ “إبراهيم السنوسي” نائباً للأمين العام والإبقاء عليك أيضاً نائباً للأمين العام وإضافة “ثريا يوسف” نائبة ثالثة للأمين العام، لماذا هذه التعديلات في هذا الوقت؟
– شوف، هذه التعديلات كان مقدر لها من قبل فترة أن تحصل، ولأكثر من مرة حاولت أن اعتزل القيادة لأنني مريض بالسكري ونظري ضعيف خصوصاً في المساء، وأجريت عدداً من العمليات في عيوني، بالإضافة إلى عملية في القلب وأعاني من مرض الكلى، وكنت أقول للقيادة: (أعذروني)، وحددت وتقدمت بطلب إعفائي في اجتماع لهيئة قيادية متوقع أن يحدث، وتأخر هذا الاجتماع لذلك التعديل وبقيت في موقعي لم يُستجب طلبي بإعفائي لأن عمري ليس قصيراً (75) عاماً، والفرق الذي بيني وبين الدكتور “الترابي” (5) سنوات، ولم يستجيبوا لهذا الطلب، وحدث التعديل لأننا لم نتمكن من قيام اجتماع هيئة القيادة بسبب الكلفة المالية ولأسباب لوجستية تأخر اجتماع القيادة وكان لابد من استباقه بعمل التعديلات.
{ ظروفك المرضية فقط التي تحول دون استمرارك نائباً للأمين العام؟
– نعم، ظروفي المرضية لأنني لا أستطيع أن أقوم بأعباء، وقالوا لي نرجئ هذا الطلب إلى أن يأتي اجتماع القيادة، وقبلت بذلك.
{ مقاطعاً له: هل أنت مصر على طلبك بإعفائك؟
– إذا جاء اجتماع القيادة سأجدد طلبي، وما دام وضعي نائباً للأمين العام سأستمر في موقعي، والآن حدثت تعديلات ستوزع الأعباء.
{ مقاطعاً له: وإذا رفضت قيادة المؤتمر الشعبي طلبك؟
– ابتسم، وقال: إذا رفضت سأستمر إلى أن (أقع).. قالها ثم ضحك، وواصل: لن أعصي للقيادة أمراً، أؤكد لك لن أعصي للقيادة أمراًً.. كررها مرتين.
{ استئناف ضخ نفط جنوب السودان عبر السودان بعد التوقيع على اتفاقيات التعاون بين البلدين.. برأيك كخبير اقتصادي أثره على الحياة المعيشية؟
– بالتأكيد سيضخ للميزانية ما يقارب (3) مليارات دولار كل عام خلال الثلاث سنوات المقبلة، وهذا يعطي السودان فرصة إذا كان في النهاية يأخذ (25) دولاراً للبرميل الواحد من البترول من خلال تصديره عبره، وهي عبارة عن رسوم الترحيل والمعالجة والتعويض بعد جمعها كقيمة مالية مع بعضها البعض.
هذه القيمة تعطي الاقتصاد فرصة أن يجمع أنفاسه، وإذا كانت القيادة السياسية والاقتصادية قيادة جادة أعتقد أن هذه فرصة ليخرج الاقتصاد السوداني من الضيق الذي يمر به، وفي (3) سنوات مقبلة يرتب السودان حاله ليدخل مرحلة انتعاش. والناس يتكلمون أن لدينا إدارة اقتصادية غير حكيمة، نحن لدينا موارد كبيرة جداً جداً مهدرة، وهنالك فساد يتحدث عنه كل الناس كما يوجد سوء إدارة، وأعتقد أن الاقتصاد السوداني إذا وجد فرصة (خمة نفس) قادر على أن يتخطى هذه الفترة.
لدينا الإمكانيات الزراعية والصناعية والتصديرية، والميزة التي يمكن أن يجدها السودان خلال (3) سنوات بعد فتح الحدود مع الجنوب إذا ركزت هذه الاتفاقية واستمرت مع وجود جدية كاملة للتنفيذ من قبل الجانبين، فإنها توفر موارداً كبيرة جداً للسودان بخلاف التعويض، ويمكن أن تكون هنالك تجارة واسعة جداً إلى جنوب السودان، وأعرف أن الجنوب يعتمد في غالب غذائه على الذرة، ونحن لدينا إنتاج من الذرة والجنوب يستورد منا حتى البصل والملح.
وأعتقد أن هنالك إمكانيات تجارية واسعة جداً، إذا ثبتت هذه الاتفاقية وركزت وفتحت الحدود وصار التواصل التجاري والإنساني، أعتقد أنه يمكن أن تكون هنالك فوائد اقتصادية كبيرة جداً، عشت فترة في الجنوب ولاحظت أن الجنوبي إذا كان يملك (بدلة) تعجبه فإنه لا يقول إنه جاء بها من (نيروبي)، بل يقول إنه جاء بها من (الخرطوم).
هنالك ثقة كبيرة جداً من الجنوبيين في منتجات سوق الخرطوم وشمال السودان، ولابد من فتح الحدود للتواصل الاجتماعي، وأن تعمل خطوط الطيران والسكة الحديد والمواصلات البرية، وأعتقد أن هنالك مصالح كبيرة جداً للسودانيين في الجنوب، أغلب العمران في (جوبا) و(واو)، هو عمران لمواطنين من شمال السودان، وهذا يمكن أن يستمر، وهذه الاتفاقية تفتح الباب أمام مستقبل واعد للشمال والجنوب يستفيد منه الطرفان.
إيرادات البترول ستحل مشاكل في الجنوب والسودان، وهذا يعطي فرصة للسودان أن يصحح سياساته الاقتصادية، ويمكن أن يعبر اقتصاد السودان خلال (3) سنوات فترة الركود وينطلق.
{ هنالك مبادرات من (قطر) ومن رموز إسلامية عالمية لحل خلافات الإسلاميين في السودان وتوحيد جسم الحركة الإسلامية؟
– حسب علمي ليست هنالك مبادرات رسمية، قد تكون مبادرات شخصية يتحدثون مع أشخاص، لكن مبادرة تأتي للحزب ويعرضها في مؤسساته ما حصل.
ونحن لا نقول لمن يأتون إلينا بالمبادرات: لا، لكن كيف يمكن تنفيذها؟ ولا نمنع أهل الخير ومن عنده حسن ظن فينا وفي الآخرين أن نقول له: لا.
{ المؤتمر الشعبي أمامه تحدي الانتخابات المقبلة؟
– إذا كانت الانتخابات بنفس القانون وبنفس الطريقة السابقة، زي ما قاطعنا الانتخابات الماضية يكون هنالك احتمال بسيط جداً أن نشارك في الانتخابات المقبلة إلا تتغير القوانين، وتكون هنالك حريات ونضمن سلامة العملية الانتخابية ومراقبتها، وكل المعارضة تتفق حول هذه الرؤية. الانتخابات المقبلة دون أن يتغير هذا الوضع، القوى السياسية كلها من رأيها أن لا تشارك فيها، إذا كانت الانتخابات تم تزويرها من قبل فلديهم الإمكانيات أن يزوروها للمرة الثانية والثالثة، و(المؤتمر الوطني) إذا مضى نحو الانتخابات دون تغيير سيكون الوضع السياسي في حالة معارضة ومواجهة وعدم اتفاق، ويستمر الوضع هكذا.
{ من هو خليفة الرئيس” البشير” في الانتخابات المقبلة؟
– أتوقع الرئيس “البشير”، لا أرى حتى الآن في (المؤتمر الوطني) شخصية كاريزمية مناسبة لخلافة “البشير” لدورة مقبلة، في ظني هكذا وهذا رأيي الشخصي، وافتكر أن “البشير” سيكون هو المرشح للدورة المقبلة، ولا أعتقد أن (المؤتمر الوطني) لديه شخص جاهز ليكون بديلاً.
{ “بكري حسن صالح” يمكن أن يكون بديلاً لـ”البشير”.. وهو نائب الأمين العام للحركة الإسلامية؟
– طريقة تغيير نظام الحركة الإسلامية كان تهميشاً لها، ولِمَ لا يكون “بكري” بديلاً لـ”البشير”؟ هو في قمة القيادة بعد الرئيس ومهيأ بهذا الوضع، وكسوداني من حقه أن يترشح لمنصب الرئيس ويحكم، ولا استبعد ذلك إذا رشحه (المؤتمر الوطني) أن يفوز، وفي ظل الوضع الحالي إذا رشح أي مرشح يمكن أن يفوز سواء أكان” بكري” أو غيره، ومع تقديري الشخصي للأخ “بكري” ولديّ علاقة معه وتقدير خاص، ولكن (المؤتمر الوطني) في الوقت الحاضر، وفي الظروف الاقتصادية الصعبة ما عندهم مرشح خلاف “البشير” ليستمر في الوضع بهذه الحالة الموجودة.
{ أنتم تعملون من داخل (المؤتمر الوطني) عبر كوادركم؟
أؤكد لك أن هذا الكلام غير صحيح، ولم نرسل أي قيادي إليهم، وكل من خرج منا كان خصماً علينا في وقتها، أبداً ما عندنا ناس جوه (المؤتمر الوطني)، هذا عمل سياسي غير نظيف.
نحن ندير عملنا بقياداتنا وكوادرنا رغم محدودية إمكانياتنا، صحيفتنا موقوفة وتهديدات بأن لا نمارس أي نشاط خارج دارنا، وهنالك مضايقة شديدة جداً على الأحزاب عامة.
{ تأخر المؤتمر العام لـ(المؤتمر الشعبي)؟
– حتى الآن لم نحدد موعداً لقيامه، وهنالك مسائل لوجستية من تمويل وغيره، ولم يحدد زمن بعد، والهدف قائم أن نعقد مؤتمرنا وجاءنا تهديد من الحكومة في ظرف (6) شهور أن نعقد المؤتمر العام، وإن شاء الله سنعقده حتماً لن نترك فرصة ليحلوا حزبنا.
{ “عبد الله حسن أحمد”(حكيم) في نظر البعض و”مهادن” للحكومة في نظر البعض الآخر؟
– أعتقد أن الخلاف السياسي ما من المفترض أن يقود للخلاف الشخصي، ومما كنت في هذا التنظيم هنالك ناس كثيرون خرجوا منه لم تنقطع صلتي بهم، وكنت في الحكومة وخرجت كمعارض وصلتي الشخصية بمن كانت تجمعني بهم الصلة لم تنقطع، وقد يكون تباعدت الفترة وتغيرت الظروف في أن ألتقي بهم، لكن العمل السياسي لا يحتاج إلى أن نقاطع الآخرين، ومن كانت لي معه علاقة صداقة وود منذ زمن أحاول أن أحافظ عليها، ولا أعتقد أنني أخسر سياسياً بسبب ذلك أو أتغير في مواقفي السياسية، كنت وزيراً برئاسة مجلس الوزراء وعندما جاء الخلاف كنت أقول رأيي، ولمن تحولت الحركة الإسلامية إلى حزبين تقدمت باستقالتي من الوظيفة كوزير.
وعلى الرغم من ذلك إذا قابلت “البشير” في أي مكان أصافحه و(أقالده)، وكذلك بالنسبة لمقابلتي مع “علي عثمان” و”الحاج آدم” و”نافع علي نافع” وفي مناسباتهم الاجتماعية إذا استطعت أمشي إليهم وأشاركهم، ولا أعتقد أن هذه تنقص من أنني معارض، وأظل كذلك وأقول رأيي وأترك علاقتي الطبيعية تمضي كما هي، رأيك السياسي لا يجعلك تخسر علاقتك الاجتماعية.