مؤتمر "شيخ علي" يفجر القضايا!
إن المؤتمر الصحفي الذي عقده الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول لرئيس الجمهورية ظهر (الثلاثاء) السابع والعشرين من مارس الجاري بقاعة مجلس الوزراء، فجر العديد من القضايا المهمة التي سكتت الساحة السياسية عنها فترة من الزمن، أو لم يفصح عنها المؤتمر الوطني بصفته الحاكم، مثل قضية الحوار مع القوى السياسية، باعتبار أن الحوار هو المسألة الأهم للحكومة وللأحزاب السياسية، خاصة أن المسؤولين في الحكومة أو في المؤتمر الوطني حينما يُسألون عن مصير الحوار مع الأحزاب السياسية يقولون إن الحوار مع الأحزاب السياسية مستمر، ومع ذاك الحزب وصل مراحل متقدمة، ومع الحزب الآخر متوقف، أو لم يكن بيننا وبينهم حوار مثل المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي، فكثيراً ما نسمع عدم وجود حوار بينهم، إلا أن النائب الأول أكد أنه بإمكانه أن يتحاور مع الشيخ “حسن الترابي”، وفي رأينا أن ألمانيا التي ذهب إليها النائب الأول في زيارة خاصة والتقى فيها نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور “علي الحاج” ليست أبعد لشيخ “علي” من المنشية التي يمكن أن يصلها بدون تأشيرة دخول أو خروج وبدون (بودي قارد)، ويمكن أن يلتقي الشيخ “حسن الترابي” إذا كانت النية صافية لحل مشكلة السودان مع كل الأطراف، وإذا كانت الدولة توصلت بعد معاناة وعمليات شد وجذب بين أعضاء الوفدين المفاوضين من قبل حكومتي السودان والجنوب، إذا كانت الحكومة توصلت إلى حل لكل البنود المختلفة عليها بين الطرفين، ألم يكن من السهل التوصل إلى حل بين المؤتمرين الوطني والشعبي، وهما اللذان قادا إلى هذا التحول في 1989م، هل يمكن أن تصل القطيعة بين المسلمين لهذا الزمن، أم أن دعوة النائب الأول لرئيس الجمهورية “شيخ علي” للحوار محاولة لتحريك البركة الساكنة أو دعوة صادقة فمن قبلها مرحباً به ومن لم يقبلها (فعلى نفسها جنت براقش)؟.. المهم أن الشيخ “علي” طرح العديد من القضايا في مؤتمره الصحفي وأثار الكثير من القضايا التي تفتح أبواباً للحديث لفترة من الزمن، ومن تلك القضايا المثارة قضية الفساد الذي استشرى ولم يُوصل فيه لأي علاج أو نتيجة تؤكد صدق الدولة. أما أن يقول شيخ “علي” إن المسؤولية تقع على الشعب السوداني وعليه أن يبلغ عن الفاسدين والمفسدين فهذا حديث فضفاض، ومعروفون المفسدون الذين أساءوا لهذه الدولة، ويعلم المسؤولون من الذي أتى بجلباب والآن لديه مئات (الجلابيب) والملافح والسيارات والبيوت الفارهة والطوابق المتعددة، ألم يسأل مسؤول: من أين أتى هؤلاء بكل هذا المال، وخلال الفترة الوجيزة التي اعتلى فيها “زيد” الوزارة أو الموقع أو المنصب، ألم يسأل من أين أتى سكان الحي الراقي هذا بكل تلك الأموال وقد كانوا غُبشاً لا يملكون قوت يومهم؟ ألم يسأل كيف تحولت موائد أولئك من (البصارة) و(البوش) والعدس إلى الفراخ واللحوم والسمك و(البيرقر) وكل أنواع الطعام؟! كيف يصبح المواطن شرطي مجتمع ليقدم لوزارة العدل ووزارة الداخلية ملفات عن أولئك المفسدين؟!.
لقد تحدثت أيها النائب بأن مرتبك نهاية كل شهر لا يتجاوز التسعة آلاف جنيه بعد الخصومات، فكيف يمتلك الموظف في الدرجة السابعة أو العاشرة مجموعة من العقارات والسيارات التي لا تمتلكها أنت الرجل الثاني في الدولة؟!
السيد النائب، الفساد ظاهرٌ وبائنٌ لكل ذي بصر وبصيرة، وما عليكم إلا أن تذهبوا إلى الأحياء الجديدة الراقية وادخلوها بدون استئذان وستعرفون من هم سكانها وحينئذ ستصلون إذا كنتم جادين في استئصال الفساد، أو ترك المفسدين يسرحون ويمرحون.
{ همسة
الأخ “الظافر” يحتج على مراسم مجلس الوزراء لعدم تخصيص مكان له، ونقول له إن الصحفي بقلمه وليس بالكرسي الذي يوضع له أو توضع أمامه لافتة، واللافتة لا تصنع صحفياً بقامة “هيكل” أو “أحمد رجب” أو القامات في مجال الصحافة العربية أو السودانية.