أجانب في السودان
{ تناولت في عدة حلقات وضعية بعض الأجانب في السودان من الناحية القانونية، لتسليط الضوء على المشكلة التي صارت هاجساً يقلق المضاجع، بسبب بعض التصرفات غير المسؤولة من قبل المنتفعين وأصحاب الضمائر الغائبة، والغريب في الحكاية أن قانونية الأجانب صارت مصدر رزق لبعض السماسرة المهمومين بتكريس الأموال على حساب الوطن والقانون، وهذه النوعية بالذات لا بد أن تجد العقاب اللازم لردعها وإيقافها عند الحدّ الذي ينبغي أن تكون فيه.
{ والبطاقات (المضروبة) تتجول في أسواق الأجانب بلا رقيب، والالتفاف على القانون يسيطر على الأغلبية من خلال مساكن شعبية لن تتمكن أيادي القانون من الوصول إليها، لأن التجارة في هذا الجانب تتطلب أن تستخدم من خلالها كل الأساليب، ومن ضمنها السكن وسط الأسر، مقابل بضعة أموال من الجنيهات، على أن تخرج تلك إلى العمل وتعود لذات المنزل، وتسلم (السمسار) المعلوم ويستمر ذات المسلسل.
{ واتجه البعض نحو (الدعارة) وفي العلن، مع تأمين شامل للحراك بقالب في باطنه الحرام، وفي خارجه التنظيف وترتيب المنزل، والمحصلة (استغفال) للسلطات المنوط بها تنفيذ وتطبيق القانون، وقال لي أحدهم: إن (كشات) الأجانب لم تعد كما السابق لان (السماسره) الشطار تمكنو من انتهاج حيل اخري للالتفاف علي القانون وتضليل المسؤولين.
{ والغريب في الحكاية الطريقة الجديدة (لنج) التي استخدمها البعض في إطار مسلسل التحايل القانوني، فكان الحراك نحو الزواج بواسطة قسيمة رسمية ومأذون شرعي، ومن ثم على (العروس) الأجنبيه أن تدفع مبلغ اثنين مليون جنيه بالقديم، ومن ثم تستوطن في السودان، وتعبر الشوارع (وتضرع) كما تريد، ويمكن لسيادتها أن تنال الجنسية السودانية بمرور الوقت، ما دامت متزوجة من سوداني مواطن، ويقال: إن بعض الشباب العاطلين صاروا ينتهجون هذا المنهج بصورة راتبة، وأضحى الشاب يتزوج أربعة (مرة واحدة) وينال ثمانية ملايين جنيه بمقابل اثنين من كل أجنبية، ومن ثم ينصرف إلى حال سبيله، ويكون نفسه بهذا المبلغ غير آبه بحدود الله وواجباته تجاه حرمه التي ينبغي أن تكون مصوناً.
{ وهجرة بعض الشباب بعد زواج الأجنبيات اتجاه آخر انتهجه البعض بعد اتفاق شامل وكامل مع الأجنبية التي تلتزم بسداد كافة إجراءات السفر وتكاليف الرحلة، ومن ثم تواصل رحلتها خارج السودان إلى حيث تريد من دول أوربا حيث الحلم الذي يراود كثيرات منهن، ليجدن ضالتهن في بعض الأغبياء من السودانيين.
{ كل الفوضى التي تحدث هنا وهناك في أماكن مختلفة من العاصمة تشير إلى غياب السلطات المسؤولة في المقام الأول، إذ أن الأحداث تؤكد أن الغياب أضحى بنسبة كبيرة فيما يختص بهذا الملف الحساس للدرجة التي غاب فيها القانون، وتم كسر رقبته في ميدان عام، ونحن مهمومون بكشات (فشنك)، ومصادرة (الشيشة) وإطلاق سراحها بعد عمليات الجودية وممارسة (الشوفونية) الإعلامية التي تبين أن هناك عملاً من قبل هذه المجموعات.
{ ما نعيشه في السودان يبين بما لا يدع مجالاً للشك أن الفوضى ضاربة بكل أطنابها، إذ أن المشاكل المجتمعية قد تمكنت من ابتلاع الواقع بكلياته، في ظل اللا مبالاة التي نعيشها من قبل أهل السلطة المشغولين بقضايا انصرافية والمجتمع يتساقط على مدار الساعة في كافة أشكاله واتجاهاته.
{ قالت صديقتي: (هي بقت علي ديل) فقلت لها صدقت فالحابل اختلط بالنابل والحكاية (جاطت)، ونحن نمارس الصمت، ونتابع ببلاهة كل التفاصيل والحيثيات.
{ خط أخير
{ افتقدت القضارف مربي الأجيال والمعلم الفاضل الأستاذ “جعفر عبدالحفيظ” بعد صراع مع المرض لم يتمكن الأطباء من إيجاد الدواء المناسب للشفاء منه، فتساقطت أوراقه في هذا الصيف الساخن، واختلطت دموع الرجال بالنساء في مشهد يؤكد طيب معشره، وحسن خلقه، وثبات مواقفه، وإنني إذ أنعيه أعزي نفسي وأسرته الفاضلة نيابة عن والدي الذي تتلمذ على يديه، فكان خير معلم وصديق وأخ كبير. له الرحمة والمغفرة وأسكنه الله في جناته.